المرتضى منوّهاً بالإتفاق السعودي الإيراني: على الجميعَ أن يدرك أهميةِ التحرّر من روحية الخصومات وتأييدنا للقضية الفلسطينية هو أوّلاً للدفاع عن لبنان.
شارك وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، عصر اليوم ، في لقاءٍ سياسي بمناسبة يوم القدس العالمي أقامه السفير الإيراني مجتبى أماني في المقرّ الجديد لسفارة الجمهورية الإيرانية في بيروت-الغولف.
ونوّه المرتضى في سياق كلمةٍ القّاها في المناسبة بالإتفاق السعودي الإيراني، وإعتبر ” أنَّ على الجميعَ أن يدرك أهميةِ الوحدةِ في معركة التحرير: تحريرِ الأرضِ من المغتصبين وتحريرِ الناس من روحية الخصومات التي لا تُنتج إلا التطرّفَ المؤدّي إلى الخراب وضياع المستقبل وضمان التجذّر للكيان المغتصب”،
وأضاف :” أنّ الإسرائيليين”تراهم مطمئنّين إلى أنَّ خلافاتَ شعوبِ المنطقة، والفُرْقةَ بين دولها، وداخلَ كلِّ دولة منها، هي الجدار الأولُ الذي يحميهم أكثرَ من جدار العزلِ الإسمنتي الذي شيدوه في أرجاء فلسطين المحتلة، فهم يُمعنون في بثِّ عوامل الشرذمةِ وتحريك أسباب الحروب لضمان أن يستمر اغتصابهم لحقوق أهل الأرض” كما نبّه المرتضى الى الخطر الإسرائيلي على استمرار وجود الكيان اللبناني والصيغة اللبنانية وإعتبر أن لبنان ” يُمثِّل الصورةَ النقيضَ لكيان الاحتلال القائم على العنصرية ورفضِ الآخرِ وصولًا إلى قتله حتى الإبادة الجماعية. ولذلك يسعى الصهاينةُ على الدوام إلى هدم الصيغة اللبنانية التي تفضحُ جوهر كيانهم المقيت”
وتابع :” هذا ينبغي لجميع اللبنانيين أن يدركوه، وأن يتصرّفوا على ضوئه، عند ذلك سوف يتضّح لهم جليّاً أنَّ السببَ الموجِبَ للموقفِ المُؤيِّدِ للقضية الفلسطينية، النابذِ لذلك الكيان المغتصب والمتطلّع الى زواله يتمثّل بالدرجة الأولى في الدفاع عن لبنان قبل أن يكون دفاعاً عن فلسطين أو عن قيم الحقّ والعدالة والقانون الدولي.”
كما إعتبر المرتضى أنّه :”حين تنتصرُ القوةُ النابعةُ من دماءِ الشهداء على دبابات المحتلين الدخلاء، ساعتذاك فقط يستتبُّ السلامُ في العالم كلّه لا في فلسطين وحدها…. ولأجل ذلك، سيظلُّ كلُّ يومٍ من أيام النضالِ في سبيلِها يومَها حتى يعود غدُها إلى أمسِها الأصيل ” .
وأضاف أن الشعب الفلسطيني أثبت ” أنَّ اغتصاب الأرض جرمٌ متمادٍ لا يخضع لمرور الزمن، وأن الوطنيةَ سمةٌ أصيلةٌ من سمات هويته التاريخية لا يسري عليها تقادمٌ مسقط. من هنا نستطيع التأكيدَ أنَّ التاريخَ في حركيته من ضمن نواميس الطبيعة الأزلية، سيُفضي حتمًا إلى زوال الاحتلال”.
وفيما يلي كلمةُ وزير الثقافة كاملةً:
“القدسُ ذاكرةُ السماءِ على الأرض،
جسرُ الأرضِ إلى السماء،
مسرى الأنبياء ومِعراجُ خاتَمِهم،
الطريقُ الفيحاءُ بين رصيفَينِ من حقٍّ وطُهر،
عاصمةُ فلسطين الأبدية،
عنوانُ الكرامة وكتابُ القيم،
القدسُ ثلاثة أحرف: قافُها قوةٌ ودالُها دماء وسِينُها سلامٌ عليها من ربّ الأرض والسماء،
وحين تنتصرُ القوةُ النابعةُ من دماءِ الشهداء على دبابات المحتلين الدخلاء، ساعتذاك فقط يستتبُّ السلامُ في العالم كلّه لا في فلسطين وحدها. ولأجل ذلك، سيظلُّ كلُّ يومٍ من أيام النضالِ في سبيلِها يومَها حتى يعود غدُها إلى أمسِها الأصيل، وتعودُ، وفق معنى اسمها، مدينةً للسلام.
ومن بركاتِ الجرحِ المقدسيّ هذا العام، أن تجتمعَ حول يوم القدسِ أيامٌ مقدّسةٌ لدى المسلمين والمسيحيين، وأن تنعقدَ أيضًا خناصرُ المصالحة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، في تعبيرٍ واضح عن أن قدرَ شعوب المنطقة، هو التلاقي والحوار من أجل البحثِ عن المصالحِ المشتركة، مع تفهّم كل طرفٍ لهواجسِ الطرفِ الآخرِ أيًّا كان نوعُها، واحترامِ الخصوصيات من أجل بناءِ الأمنِ والاستقرار. ذلك أنَّ الجميعَ مدركٌ لأهميةِ الوحدةِ في معركة التحرير: تحريرِ الأرضِ من المغتصبين وتحريرِ الناس من روحية الخصومات التي لا تُنتج إلا التطرّفَ المؤدّي إلى الخراب وضياع المستقبل وضمان التجذّر للكيان المغتصب. ففي الوقت الذي ينتهكُ فيه الإسرائيليون الأقصى والقيامةَ وسائرَ المقدسات العربية، تراهم مطمئنّين إلى أنَّ خلافاتَ شعوبِ المنطقة، والفُرْقةَ بين دولها، وداخلَ كلِّ دولة منها، هي الجدار الأولُ الذي يحميهم أكثرَ من جدار العزلِ الإسمنتي الذي شيدوه بين الريح والريح في أرجاء فلسطين المحتلة، فهم يُمعنون في بثِّ عوامل الشرذمةِ وتحريك أسباب الحروب لضمان أن يستمر اغتصابهم لحقوق أهل الأرض.
أما عندنا في لبنان، فيُضافُ إلى هذا أن وطننا يُمثل الصورةَ النقيضَ لكيان الاحتلال القائم على العنصرية ورفضِ الآخرِ وصولًا إلى قتله حتى الإبادة الجماعية. ولذلك يسعى الصهاينةُ على الدوام إلى هدم الصيغة اللبنانية التي تفضحُ جوهر كيانهم المقيت….يسعون الى ذلك بكلِّ أساليب الهدم والتعديات المباشرة وغير المباشرة. هذا ينبغي لجميع اللبنانيين أن يدركوه، وأن يتصرّفوا على ضوئه، عند ذلك سوف يتضّح جليّاً لجميع اللبنانيين أنَّ السببَ الموجب للموقفِ المُؤيِّدِ للقضية الفلسطينية، النابذِ لذلك الكيان المغتصب والمتطلّع الى زواله يتمثّلُ في الدفاع عن لبنان بالدرجة الأولى، قبل أن يكون دفاعاً عن فلسطين، وعن قيم الحق والعدالة والقانون الدولي.
الحضور الكرام
في أحياءِ القدسِ العتيقة، وفي سائرِ المدنِ والقرى المحتلة، يخرجُ الجيلُ الثالثُ من أبناءِ الشعب الفلسطيني إلى المقاومةِ اليومية بالسكينِ والحجرِ والصدر العاري، كما بالثقافةِ والنضال الحقوقي. والأمر نفسُه في منافي الشتات، وحيثما وُجِدَت كوفيةٌ من نسْجِ فلسطين، نجدُ الأجيالَ كلَّها مستمرةً في الكفاح الذي لا رجوع عنه حتى النصر الأكيد بإذن الله. فواهمٌ كلُّ من ظنَّ أنَّ الاحتلال سينشئُ حالةً واقعية يتكيّف معها الجيل الثاني وما بعده من أبناء الفلسطينيين، فيذعنون ويستسلمون، وينسَون حقوقَهم في أرضهم وفي عودتهم إليها وفي سيادتِهم على مصيرهم. لقد أثبت هذا الشعب أن اغتصاب الأرض جرمٌ متمادٍ لا يخضع لمرور الزمن، وأن الوطنيةَ سمةٌ أصيلةٌ من سمات هويته التاريخية لا يسري عليها تقادمٌ مسقط. من هنا نستطيع التأكيدَ أنَّ التاريخَ في حركيته من ضمن نواميس الطبيعة الأزلية، سيُفضي حتماً إلى زوال الاحتلال.
في الجمعةِ الأخيرةِ من شهرِ رمضان المبارك، في يومِ القدس، نحيي المقاومين حملةَ راياتِ التحرير والنصر، ونخشعُ أمام دماء الشهداء وجراحات الأسرى، ونُشدّد على الوحدة الداخلية والإقليمية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي استباح الشرق كله بالنار أو بالتهديد أو بالمؤامرات.
عشتم جميعاً أيّها الأحبّة، عاشت القدس حرّةً أبيّةً بهيّةً عربية، وعاش لبنان.”