رسالة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
إننا اليوم، بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، نوجه الاهتمام إلى مشكلة الكراهية ضد المسلمين، وندعو إلى العمل للقضاء على سم هذه الكراهية.
فالمسلمون الذين يُعدون بنحو بليونَـيْ نسمة في العالم يمثلون الإنسانية بكل تنوعها البديع.
لكنهم كثيرا ما يواجهون التعصب والتحيز ضدهم لا لشيء سوى لمعتقدهم الديني.
وفوق التمييز الهيكلي والمؤسسي والوصم الشامل للمجتمعات المسلمة، يعاني المسلمون من التهجمات الشخصية وخطاب الكراهية، ويُلامون على كل شيء.
ونحن نرى بعضا من أسوأ ما يترتب على ذلك من آثار متجلية في التمييز ضد النساء المسلمات من ثلاثة أوجه: بسبب جنسهن وعرقهن وعقيدتهن.
والكراهية المتزايدة التي يواجهها المسلمون ليست تطورا معزولا: بل هي جزء من انبعاث القومية العرقية، وأيديولوجيات النازيين الجدد المعتقدين بتفوق العرق الأبيض، ومن العنف الذي يستهدف الفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك المسلمون واليهود وبعض الأقليات المسيحية وغير هؤلاء.
إن التمييز يحط من قدرنا جميعا. ومن واجبنا جميعا أن نهب لمواجهته.
فواجب علينا أن نعزز أدوات دفاعنا من خلال الضغط من أجل وضع سياسات تحترم حقوق الإنسان احتراما كاملا وتحمي الهويات الدينية والثقافية.
ويجب علينا أن نعترف بالتنوع باعتباره مصدر ثراء، وأن نكثف من الاستثمارات السياسية والثقافية والاقتصادية بهدف تحقيق التماسك الاجتماعي.
ويجب علينا مجابهة التعصب من خلال العمل على التصدي للكراهية التي تنتشر في الإنترنت انتشار النار في الهشيم.
فرسالة الإسلام الحاملة لمعاني السلام والرحمة والإحسان ظلت منذ أكثر من ألف عام تُلهم الناس في جميع أنحاء العالم.
وجميع الأديان والثقافات العظيمة تنادي بقيم التسامح والاحترام والوفاق.
إننا من حيث الجوهر بإزاء قيم عالمية: قيم هي مناط ميثاق الأمم المتحدة، وهي النبراس في مسعانا لإقامة العدل وإحقاق حقوق الإنسان وإحلال السلام.
فلْنسعَ، في هذا اليوم وفي كل يوم، إلى إعمال هذه القيم، والتصدي لقوى التفرقة، من خلال تأكيد تمسكنا بإنسانيتنا المشتركة.